الاسرائيليون اليهود : القرن ال18 قبل الميلاد - عصرنا الحالي
--------------------------------------------------------------

  من هم الاسرائيليون اليهود 
------------------------------------
اليهود أو الشعب اليهودي هم امة ومجموعة اثنية دينية ترجع باصولها الى الاسرائيليين الذين هم عرق سامي سكن الشرق الأدنى القديم وتكلم اللغة اليهودية.
والاسرائيليون يرجعون الى أبناء يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الذي عاش في بلاد كنعان.
وقد نشأ الاسرائيليون كجماعة بادىء الأمر في مصر في القرن ال18 قبل الميلاد زمن حكم يوسف بن يعقوب ابان الاحتلال الهكسوسي لمصر قبل أن يعود بهم موسى أحد أحفاد لاوي الى بلاد كنعان بعد زوال حكم الهكسوس على يد احمس الأول وتعرضهم للاضطهاد من قبل السكان الاصليين.
وقد انقسم الاسرائيليون لاحقا الى يهود وسامريين خلال الحقبة الهيلنستية اليونانية(القرن 4 قبل الميلاد) وظهرت بوادر هذا الانقسام قبلا اثر السبي البابلي(القرن ال6 قبل الميلاد).
واليهود أتباع موسى يعتبرون أنفسهم هم نسل أربعة من اولاد اسرائيل(يعقوب) هم يهوذا, لاوي وشمعون من زوجته ليئا وبنيامين من زوجته راحيل.
وهناك ترابط  قوي جدا بين الاثنية, الوطنية, والدين حيث أن اليهودية هي الايمان التقليدي للأمة اليهودية.

المرأة عند اليهود
---------------------
ان تبعية المرأة للرجل يهوديا تظهر نواتها في سفر التكوين:" فأوقع الرب الاله سباتا عميقا على الانسان فنام, فأخذ أحد أضلاعه وسد مكانها بلحم. وبنى الرب الاله الضلع التي أخذها من الانسان امرأة, فأتى بها الانسان"
كما حمل اليهود المرأة وحدها معصية الأكل من الشجرة فالمرأة مخلوق ممحض للشر وداع اليه فهي أصل المتاعب للجنس البشري.
فحسب سفر التكوين فان الحية وسوست لحواء التي وسوست بدورها لآدم أكل الشجرة من الفاكهة المحرمة
" فقال آدم انها المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت"
فقال الاله لحواء: تكثيرا اكثر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولادا والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك
فصورة حواء هذه انعكست على وضع المرأة, فقد ورثت المرأة ذنب أمها والطمث والحمل والولادة عقاب لها
كما اعتبروها نجسة في أيام ميعادها يتنجس كل ما تلمسه وما زالوا الى يومنا هذا يعزلونها اثناء حيضها ويهجرها زوجها لفترة زمنية محددة.
كما ان المرأة لا ترث الا اذا لم يكن هناك وارثا ذكرا.
ويعتبر الكثيرون من الحاخامات انه لا يحق للمرأة أن تتعلم التوراة لانها ستحوله الى هراء!
وفي سفر التثنية ما يفيد بحق الرجل في تطليق امرأته عند وجود اي شين فيها في الوقت الذي لا تستطيع هي فعل هذا الا في حال وجود عيب جسدي أو تقصير جنسي.
وحسب طائفة "هليل" الرجل يستطيع ان يطلق زوجته متى شاء حتى ولو لمجرد أنها أفسدت وجبة طعام
والمرأة كل ما تملكه هو ملك لزوجها... ففي التلمود: " ليس للمرأة أن تمتلك اي شيء , فكل ما تمتلكه هو ملك لزوجها. ..... واذا دعت اي ضيف الى المنزل وأطعمته فهي تسرق زوجها."
وهذا أدى الى وصول الأرملة الى وضع ماساوي بعد فراقها زوجها ففرض عليها حسب سفر التكوين أن تتزوج أخا زوجها حتى ولو كان متزوجا لينجب أطفالا لأخيه فيضمن ان اسمه لن ينتهي بموته...
" فقال يهوذا لأونان ادخل على امرأة أخيك وتزوج بها واقم نسلا لأخيك" 
أما تعدد الزوجات عند اليهود فلم يمنعه العهد القديم الا في الجمع بين أختين, فقد ذكر في سفر الملوك ان سليمان النبي كان لديه 700 زوجة و300 جارية

الحجاب عند اليهود
-----------------------
ان دراسة الحجاب في اليهودية مهمة جدا كون اليهودية هي أولى الديانات السماوية الثلاث التي صبغت الحجاب بصبغة دينية.
لذلك وجب أن نعرف هل للحجاب اليهودي جذور ومصادر دينية تشريعية من خلال النظر في نصوص العهد القديم وفي التلمود والشروحات اليهودية,
  أم أنه كان تقليدا اجتماعيا موجودا سواء هم أتوا به او استوردوه من الامم الوثنية الاخرى ثم لاحقا تم صبغه صبغة دينية.
ودراسة تاريخ الحجاب عند اليهود منوط بدراسته عند باقي الامم التي اختلطوا بها خصوصا في فترة الشتات.
واليهود يعتمدون على مصدرين لاخذ شرائعهما منهما وهما: أ- اسفار العهد القديم و ب- اجتهادات الحاخامات في شرح الاسفار وأهم كتاب جامع لهذه الاجتهادات هو التلمود
من خلال النظر في نصوص العهد القديم لا يظهر وجود نصوص تبين الزامية الحجاب دينيا بل كل ما يوجد هو نصوص للتمييز بين الزي الرجالي والزي النسائي
ففي سفر التثنية: يحظر على المرأة ارتداء ثياب الرجال، كما يحظر على الرجل ارتداء ثياب النساء؛ لأن كل من يفعل ذلك يصبح مكروهًا لدى الرب إلهكم.
اضافة الى نصوص تدل على وجود الحجاب وانتشاره بين اليهود وهذا لا دلالة تشريعية فيه كونه(الحجاب) قد عرفته الكثير من المجتمعات الاخرى في ذلك الزمان وقبلهم.
فالأرجح أنه كان شانا اجتماعيا وعاداتيا, ثم تحول لاحقا الى تشريع ديني مع فهم جديد للتلمود من خلال الشروحات الحاخامية.
والحجاب في مرحلة الزاميته الدينية والقانونية كان يخص النساء المتزوجات.
لذلك نجد أن الالتزام الكبير بالحجاب عند اليهود وانتشاره كظاهرة دينية  جاء متأخرا خلال القرون الميلادية الاولى بعد تصفية الروماني هادريان عام 135 ميلادي لكل أثر يهودي في فلسطين ولو أنهم عرفوه قبلا كعادة اجتماعية ذات دلالات معينة.
اذا الحجاب اليهودي الديني وان ظهرت دلالاته في التلمود القديم الا انه بدا بالانتشار مع التنظير الحاخامي له بعد الميلاد والذي لحق التنظيرات المسيحية له والتي سبقته رجاليا وبدات مع بولس الرسول ابن طرطوس مدينة التشدد في الحجاب منذ زمن الحكم الآشوري والمتوفي عام 64 ميلادي.

 

الحجاب في العهد القديم
-------------------------------
  في نصوص التوراة اشارات واضحة الى انتشار الحجاب لا بل البرقع ايضا والذي يغطي كل الوجه في المجتمع اليهودي قديما, لكن لا يوجد نص واضح يبين أن انتشاره كان بتشريع من الله 
  سفر اشعيا: انزلي واجلسي على التراب أيتها العذراء ابنة بابل. اجلسي على الأرض لا على العرش ياابنة الكلدانيين لأنك لن تدعي من بعد الناعمة المترفهة. خذي حجري الرحى واطحني الدقيق. اكشفي نقابك، وشمري عن الذيل، واكشفي عن الساق، واعبري الأنهار، فيظل عريك مكشوفا وعارك ظاهرا، فإني أنتقم ولا أعفو عن أحد.
وفي سفر اشعيا أيضا: لان بنات صهيون اختلن فمشين ممدودات الاعناق غامزات بالعيون مشين وقاربن الخطو في مشيهن وجلجلن بخلالخل اقدامهن, فسيصلع السيد هامات بنات صهيون (ويعري الرب رؤوسهن).
ان تعرية رؤوسهن قد حصلت فعلا حين تم سبي اليهود الى بابل بحيث تحولن الى جواري في تلك البلاد التي كانت تمنع الجواري من تغطية شعورهن والا العقاب.
لقد ظهرن نساء اليهود غير حييات من دون غطاء للراس أو نقاب وأنزلن الى مرتبة الاماء بعد أسرهن
سفر التكوين: فخلعت تامار ثياب ارمالها من عليها (وتغطت بالخمار) واحتجت به وجلست من مدخل العينين على طريق تمنة فرآها يهوذا فحسبها بغيا لأنها كانت مغطية وجهها. فمال اليها الى الطريق وقال: هلم ادخل عليك, لانه لم يعلم انها كنته ودخل عليها فحبلت منه. ثم قامت فمضت (ونزعت خمارها) من عليها ولبست ثياب ارمالها.
ان يهوذا قد دخل بكنته تامارا التي لم يعرفها كونها مغطاة الوجه بالبرقع الذي يغطي كامل الوجه عدا العينين, ولعلها اثناء الممارسة قد أبقت على وجهها مغطى... ويهوذا ظنها بغيا كونها كانت تجلس على طريق...
أما لماذا فعلت هي ذلك؟ فهذه قصة أخرى..
سفر التكوين: رفعت رفقة عينيها فرأت اسحاق ونزلت عن الجمل وقالت للعبد: من هذا الرجل الماشي للقائي؟ فقال العبد: هو سيدي .. (فأخذت البرقع وتغطت.)
انها رفقة زوجة اسحاق وبغض النظر عما اذا كانت كاشفة عن وجهها مع العبد أم لا الا أنه من الواضح أن البرقع كان منتشرا بحيث يخفي كل الوجه ولا تكشفه المرأة الا حين الاختلاء بزوجها.
سفر التكوين: وعند المساء أخذ ليئة ابنته فزفها الى يعقوب, فدخل عليها, ... فلما كان الصباح, اذا هي ليئة. فقال يعقوب للابان: ماذا صنعت بي؟ أليس أني براحيل خادمتك؟ فلم خدعتني؟
ان يعقوب تزوج ليئة ظنا منه أنها راحيل! وهذا يدل على أن تغطية الوجه كان منتشرا في ذلك المجتمع الأمر الذي أوقع يعقوب في الفخ فوقع في زواج ليئة التي أنجبت له لاحقا آباء معظم اليهود(شمعون, يهوذا, لاوي) لكنه عاد وتزوج راحيل لاحقا وهي التي أنجب منها يوسف وبنيامين!
سفر دانيال: كانت سوسنة لطيفة حسنة المظهر (ولما كانت مبرقعة) أمر هذان الفاجران أن تكشف وجهها ليشبعا من جمالها.
سفر نشيد الاناشيد الاصحاح الرابع: ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان (من تحت نقابك شعرك) كقطيع معز رابض على جبل جلعاد..


الحجاب في التلمود والشروحات اليهودية وآراء المنظرين اليهود
-------------------------------------------------------------------------------
  التلمود هو  نتاج الشريعة الشفوية عبارة عن نقاشات حاخامات اليهود وشروحاتهم حول الشريعة اليهودية والتراث اليهودي واعرافه وقصصه وفي الاخلاق.
والتراث اليهودي يعتبر هذه الشفويات ثابته بالتواتر الشفوي
والتلمود اسمه مشتق من "لامد" اي "درس" أو "تعلم"
والتلمود المتأخر عن العهد القديم يتألف من "الميشنا" وتعني التفسير وهي النسخة المدونة من التعاليم اليهودية المنقولة شفويا ,التي حررها يهودا-هاناني في نهاية القرن الثاني ميلادي و"الجمارا" والتي هي تعليقات على الميشنا والتي ليست الا خلاصات 300 سنة من تفسير أو نقاشات وتحليلات تمت في فلسطين وبابل حول الميشنا والميشنا مع الجمارا تشكلان معا التلمود
وأطلق على الشروحات والنقاشات الأولى التي تمت في بلاد ما بين النهرين بالتلمود البابلي وظهر شفويا منذ القرن 5 قبل الميلاد وقام بتدوينها عزرا اسوفير واكتملت تنقيحاته نهاية القرن الخامس للميلاد مع آشي ورابينا مقابل تلمود أورشليم(موجز وشروحاته مقتضبة) الذي تمت شروحاته في ارض اسرائيل في الجليل حوالي سنة 425 ميلادي.
أما الميشنا فيرجح أن تدوينها قد تم على يد يهوداه هناسي في بداية القرن ال3 ميلادي
يعتبر اليهود التلمود مقدسا, وان كلام حاخاماته هو وحي من الروح القدس(روح هقدش)
وهو يتناول: القصص, الفلك, أسرار الاعداد, التنجيم, الميراث, الملكية, الضرائب, الرق, الصناعة, التجارة, المهن, الربا,الزراعة, الآداب, الطبيعيات, التاريخ, اذافة الى الشريعة, الدين والمواضيع الغيبية.
ان اليهود بعد عودتهم من السبي البابلي اثر احتلال الفرس لبابل على يد قوروش الاخميني حوالي عام 538 قبل الميلاد قد عادوا بعادات البابليين معهم وعادوا بأكثر من توراة فوقع الخلاف بينهم.
ومن نصوص التلمود تظهر الصبغة الدينية والقانونية والعرفية الشديدة للحجاب...
هؤلاء يطلقن دون أن يعطين كتابهن: الزوجة التي تنتهك شريعة موسى أو العرف اليهودي. ماالذي يعدّ انتهاكًا لشريعة موسى؟ الجماع عند حيضها ... ماالذي يعدّ انتهاكا للعرف اليهوديّ؟ الخروج برأس مكشوف .
   كانت رؤوس الرجال مكشوفة تارة ومغطاة طورا أما رؤوس النساء فمغطاة على الدوام ورؤوس الاطفال مكشوفة دوما
  تفرض غرامة 200 قطعة فضة على كل مطلقة أو أرملة اقر شهود أنها خرجت حاسرة الراس.
خروج المرأة المتزوجة دون حجاب كالزنا أو استحمامها مع الرجال في مكان واحد.
الشيطان يرقص على رؤوس النساء الحاسرات.
  شعر المرأة عورة
إذا حدّق الواحد في الإصبع الصغير للمرأة فكأنما حدّق في الموضع السريّ من جسدها 
وحين سئلت قمحيث عن سبب تولي سبعة ابناء منها منصب رئاسة الكهنة أجابت: لم تر قائمة باب بيتي ضفائر شعري طوال أيام حياتي
ومن آراء المنظرين اليهود خارج التلمود
يقول مدرس التلمود في جامعة ييشيفا ماير شيلر: يبدو أنّه لا يوجد مصدر تشريعي مقبول يسمح للمرأة المتزوّجة بأن يكون كامل شعرها مكشوفًا في الأماكن العامة
ويقول ايضا: يعتبر اليوم أمر تغطية المرأة شعرها عند المشرّعين اليهود في العالم حكما موضوعيا وتبقى مسألة طريقة ارتداء الحجاب متأثرة بالتحول الاجتماعي دون أن يمس ذلك أصل الحكم
يقول فلنا غاون: ليس من مسلك بنات إسرائيل أن يسرن في الشارع برؤوس مكشوفة
ويقول أستاذ التوراة جيتزيل ايلينسون: كلّ السلطات العلمية متفقة بصورة تامة على أنّ المرأة المتزوجة ملزمة بألاّ تغادر بيتها بشعر مكشوف. اختلاف الآراء منحصر في أمر تفاصيل هذا التحريم
ويقول موسى بن ميمون(توفي 1204 ميلادي): هذه هي الأمور التي إذا تعدت واحدة منها فقد خرقت العرف اليهودي: أن تخرج إلى الشارع أو زقاق مفتوح برأس مكشوف دون غطاء كما هو صنيع كلّ النساء حتى ولو كان شعرها مغطى بشال

لماذا الحجاب ؟
----------------
فأحد الآراء يعود الى خطئية حواء الاولى في الأكل من الشجرة.
مدراش رايا-التفسير العظيم(أحد التعليقات على التوراة): لم يخرج الرجل حاسر الراس والمرأة مغطاة؟ ذلك كمن ارتكب ذنبا فمنعه خجله أن يظهر أمام الناس, هو ذا ما يدفع المرأة لتغطية راسها.
ويقول حاخام في مدراش آخر: على المرأة تسع لعنات ثم الموت : الطمث ودم العذرية وتعب الحمل والولادة وتربية الاطفال وتغطية راسها كانها في حداد وتخرم اذنها مثل الجارية ولا يؤخذ بشهادتها وبعد كل هذا الموت.
بينما لآخر راي آخر فالحاخام شيشيت (260 ميلادي) يقول: ان شعر المرأة يستثير الاحاسيس الجنسية.
وفي ربط فيلون الاسكندري المعروف بافلاطون اليهودي (توفي 50 ميلادي) بين الحجاب وشريعة الغيرة قال ان على المرأة التي يشك فيها زوجها ان يتم محاكمتها وانزال الحكم الالهي فيها مكشوفة الراس أي محررة من الانتماء الى زوجها بان تسلم نفسها عارية الرأس اي خالية من اي عائق بأن تصبح على علاقة مباشرة مع الرب ودون وجود اي وسيط!
ويقول اسراييل بوبكو في كتابه مشناه بروراه: أنّ إلزام المرأة بتغطية الرأس لا تعلق له في الفقه اليهودي بأعراف المجتمعات وإنما هو أمر متعلق بالمعايير الموضوعية للعفة التي لا تتأثّر بطبائع المجتمعات وتحولاتها
ويقول موسى بن ميمون:  إذا خالفت المرأةا واحدًا منها عدت خارقة لشريعة موسى: أن تخرج إلى الشارع بشعر مكشوف. وما هو عرف اليهود؟ إنّه كل عرف متعلّق بالعفّة التي اعتادتها بنات إسرائيل
يقول حزقياهو: لتكن اللعنة على كل رجل يسمح لزوجته أن تكشف شعرها. هذا جزء من عفة الأسرة

لمن الحجاب؟
--------------
اختلف منظرو اليهود في من يجب أن تغطي شعرها, هل هي مطلق الفتاة اليهودية البالغة أم فقط المتزوجة؟
في التلمود: يغطي الرجال رؤوسهم أحيانًا, ويكشفونها أحيانًا أخرى, لكن النساء يغطّين رؤوسهن دائمًا, ولا يغطي البناتُ الصغار رؤوسهن البتّة
ويقول موسى بن ميمون: على بنات إسرائيل ألاّ يخرجن إلى السوق برأس مكشوف سواء كنّ متزوّجات أو غير متزوّجات.
في "المائدة المنضودة" يقول يوسف قارو: يجب على النساء المتزوّجات أن يغطين رؤوسهن على الدوام, أمّا غير المتزوّجات فلا ينطبق عليهن هذا القانون

شكل الحجاب اليهودي ومدى الالتزام به
----------------------------------------
أما شكل الحجاب عند اليهوديات ومدى التزامهن به فمرتبط بالمناطق التي انتشروا بها ولعل ذلك لعدم تمييزهن عن باقي النساء من الأمم الأخرى... خوفا من الاضطهاد ولعدم كونهم مرحب بهم..
فاليهود وبحكم أنهم لم يشعروا بحسن الضيافة في المجتمعات التي حملتهم آثروا الاندماج شكليا في هذه المجتمعات,.
فالحجاب كان علامة فارقة اكثر عند يهود الشتات نتيجة اختلاطهم بالشعوب الشرق أوسطية التي عرفت الحجاب لنساءها.
ولئن كانت نساء اليهود قد تميزن بحجابهن في الشتات في بعض المجتمعات التي جمعت المحجبات وغيرهن, فانه لم يمكن التمييز بينهن وبين باقي النساء في المجتمعات التي كانت تتبنى الحجاب بشكل الزامي قانوني او عرفي وحتى في المجتمعات التي لم تعرف الحجاب, فانهم(اليهوديات) لم يلتزمن بالحجاب كما حصل في زمن الاضطهاد الروماني لليهود زمن هيرودس في المناطق الرومانية الاوروبية
  وفي أحد تفسيرات الميشنا ليهودا هاناسي حول ما يجب أن تلبسه اليهوديات يوم الشاباط(السبت) ذكر أنه يسمح ليهوديات ميديا(شمال غرب ايران) بارتداء المعجر(ثوب تشده المرأة على راسها) وليهوديات الجزيرة العربية بارتداء الخمار كما تفعل النساء اللاتي يحيين هناك.
ويذكر فيلون الاسكندري الملقب بافلاطون اليهودي في "كونتري فلاكوس" : حين حنق سكان الاسكندرية على اليهود لم يكن بالامكان التعرف الى اليهوديات من الزي أو من اي علامة فارقة أخرى فيضطهدون بالخطأ النساء الاغريقيات ظنا منهم انهن يهوديات.

استنتاج
----------
1- الحجاب وجد مع وجود اليهود كعادة منتشرة في الشرق الأدنى
2- لا يوجد نص توراتي واضح على فرض الحجاب من الله
3- الزامية الحجاب موجودة في التلمود وآراء المنظرين اليهود
4- اختلف فيمن يجب عليها الحجاب هل هي فقط المتزوجة أم مطلق الفتاة البالغة
5- فلسفة الحجاب عند اليهود ترتبط بشكل رئيسي وكبير وعلى المشهور بالخطيئة الأولى وبموضوع العفة 
6- شكل الحجاب اليهودي كان منسجما مع شكل الحجاب في المجتمعات التي تواجدوا بها سابقا زمن الاضطهاد
------------------------------------------------------------------------------------------------------




Leave a Reply.