Picture
هذه الصورة في النمسا عام 1916: زيتا فون بوربون زوجة امبراطور النمسا وهنغاريا تشارلز, والمشهد في جنازة سلفه فرانس جوزيف


المسيحيون : القرن الأول الميلادي - عصرنا الحالي

---------------------------------------------------------

المسيحية هي احدى الديانات الابراهيمية الثلاث الى جانب اليهودية التي سبقتها والاسلامية التي تلتها.
والمسيح هو شخصية محورية ومهمة في الأديان الابراهيمية الثلاث.
فان كان عند اليهود هو القائد المنتظر لبني اسرائيل والذي لا زالوا في انتظار ظهوره وهو سيجمعهم من الشتات ويعيدهم الى أرض الميعاد, فانه عند المسيحيين يعتبر المخلص لبني اسرائيل وقد تحقق ظهوره ويعتبرونه الاقنوم الثاني(الابن) في الثالوث المقدس الى جانب الاب والروح القدس.
وفي الاسلام يعتبر المسيح نبيا ولدته أمه مريم من غير أب, وهو قد بشر بنبي الاسلام محمد
وقد نشأت المسيحية منذ عام 27 ميلادي الا انه منذ عام 42  ميلادي صار أتباع المسيح يطلق عليهم المسيحيون.
فمنذ القرن الميلادي الاول بدأت المسيحية عهدا جديدا بانشقاقها أوانفصالها وتميزها عن اليهودية
وحيث أن المسيح قد ولد في شرق المتوسط فقد اصبح هذا الحوض هو الثقل الرئيسي للمسيحية وعاصمة ثقافتها بحيث ظهرت اسماء مدن مهمة مسيحيا كالرها والاسكندرية وغيرها
وكما حصل مع اليهود قبلا, فقد عانى المسيحيون من اضطهاد ألرومان لهم والذي بدأ منذ عام  64  مع نيرون وعاشوا معه واستمر فيما بعد في فترات ما يسمى بفترات الاضطهاد العشرة...
وفي القرن الميلادي الثاني ظهرت الغنوصية المسيحية التي أنكرت الكنيسة التي تعتبر نفسها وسيطا بين الرب والبشر, وركزوا على تعاليم المسيح الاخلاقة والانسانية
ورفض بعضهم أن يكون المسيح هو الذي صلب بل ما حصل هو وهم لان المسيح اختفى قبل الصلب وأن الذي صلب هو سمعان الذي حمل الصليب
ولكن مع الانتشار الديموغرافي الكبير للمسيحية  بحيث اصبحوا قوة كبيرة شعبيا ومع وصول قسطنطين الى حكم الامبراطورية الرومانية تنفس المسيحيون الصعداء, فألغى قسطنطين عام 313 ميلادي العقوبات الرومانية المفروضة على من يعتقد بالمسيحية ثم دعا عام 325 الى عقد مجمع نيقيا الذي ترأسه بنفسه لمواجهة هرطقات آريوس الذي كان ينكر أزلية المسيح ويقول بانه من مصنوعات الله اضافة الى الروح القدس.
ومن أجل الابتعاد عن معاقل الوثنية قام قسطنطين بنقل العاصمة باتجاه الشرق فجعلها بيزنطية التي تقع في آسيا الصغرى(تركيا حاليا) وقد أخذت هذه العاصمة اسمه بعد موته فدعيت بالقسطنطينية.
اذا فقد  بدأت الكنيسة المسيحية والتي نشأت في بيئة وثنية  في فرض نفسها من القرن الرابع الميلادي وبدأت ببناء الهوية المسيحية الخالصة اعتمادا على العهد القديم(التوراة), العهد الجديد( الانجيل) , الاجماعات والقوانين الكنسية.
ولم تنجح محاولات جوليانوس الموصوف بالمرتد او الجاحد والذي حكم من 331 الى 363 في احياء الوثنية مجددا
وفي نهاية القرن الرابع وتحديدا عام 380 صارت المسيحية الدين  الرسمية للامبراطورية الرومانية اثر مرسوم من تيودوسيوس الاول الذي دعا عام 381 الى مجمع مسكوني ثاني في القسطنطينية ردا على بطريرك القسطنطينية مقدونيوس الذي أنكر الروح القدس
ويعد تيودوسيوس آخر امبراطور للامبراطورية الرومانية الموحدة فبعده  انقسمت الامبراطورية الى شرقية عاصمتها القسطنطينية وحكمها ابنه أركاديوس وغربية عاصمتها ميلانو وحكمها ابنه الآخر هونوريوس.
تولى تيودوسيوس الثاني الحكم بعد أبيه الضعيف أركاديوس وقام عام 431 بعقد مجمع أفسس للرد على نسطوريوس الذي فصل بين اللاهوت والناسوت واعتبر أن مريم هي أم يسوع الانسان لا يسوع الله
ثم عقدت فيما بعد مجامع مسكونية أخرى للرد على الخارجين على الاجماعات الكنسية
ولم يطل عمر الامبراطورية الرومانية الغربية طويلا فانتهت عام 480 مع وفاة يوليوس نيبوس
واستمرت الامبراطورية الرومانية الشرقية مسيحيا وفي فترة حكم جستنيان (527-565) بدا الاضطهاد لغير المسيحيين يسود في الامبراطورية, وخصوصا ضد الفلاسفة وقد أمر جستنيان باغلاق مدارس الفلسفة في أثينا وهرب كثير من الفلاسفة الى خارج حدود الامبراطورية.
وهذه الامبراطورية الرومانية الشرقية استمرت الى القرن ال15 حيث انتهت على يد العثمانيين اثر سقوط العاصمة القسطنطينية

أساسيات الدين المسيحي
----------------------------
1-   الايمان بان الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد كلمة الله.
2-    الايمان بالله الواحد المثلث الاقانيم: الاب, الابن والروح القدس. 
3-   الايمان بالفداء, موت المسيح مصلوبا وقيامته من الموت. 
4-    الايمان أن المسيح هو: الله الكلمة, ابن الله, صورة الله ورسم جوهره. 
5-   الايمان أن المسيح سيعود ثانية في آخر الايام ليدين العالم
6-   الايمان أن الانسان يتطهر من خطاياه وينال الحياة الابدية من خلال الايمان بالمسيح ربا, فاديا ومخلصا.

مصادر التشريع عند المسيحية
-------------------------------
العهد القديم - التوراة
العهد الجديد – الأناجيل ال4
الاجماع العام والتقاليد
القوانين الكنسية ( الآباء الرسل, المجامع المسكونية, كبار معلمي الكنيسة)
وهذه القوانين الكنسية تستمد شرعيتها وقوتها من تعاليم المسيح:  الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا فى السماء ، و كل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء 
يقول القديس باسيليوس الكبير وهو من كبار معلمي الكنيسة الى ديودوروس: ان عادتنا لها قوة القانون , لأن القواعد سلمت الينا من اناس قديسين


النظرة الى المرأة  في المسيحية
-----------------------------------
ان نفس العهد القديم في التعاطي مع المرأة استمر مع المسيحية, فالمسيحية تأثرت باليهودية وهي التي نشأت في حضنها.
ورغم أن هذا النفس التوراتي لا نجد له آثار في العهد الجديد الا أن اعتبار رجال الدين المسيحيين للعهد القديم أنه كلمة الله قد فرض نفسه على نظرتهم للمرأة 
فالنظرة الدونية الى المرأة  استمرت من قبل الكنيسة اعتمادا على فهم رجالها المبني على العهد القديم والتقاليد والاعراف  
فالتقاليد اليهودية وتقاليد الشعوب الوثنية الاخرى منذ القدم كانت تنظر بسلبية الى المرأة, وهي شعوب تداخلت مع بعضها البعض وتداخلت مع المسيحية التي ورثت منهم العادات والتقاليد اضافة الى وراثتها عن اليهود العهد القديم ايضا
اذا, فالمرأة يجب أن تخضع للرجل, ومن مظاهر خضوعها حجابه, وهذا موجود عند اليهود والوثنيين ايضا.
والمرأة توراتيا هي سبب الخطيئة الاولى وانها خلقت من الرجل اضافة الى انهت أغوت الملائكة وهي مصدر استثارة وغواية وتضليل للرجل!
وهي المسؤولة عن وقوع الرجل في الخطيئة.. فقدرتها الشيطانية تسحرهم وتسبي عقولهم.
وهي سبب سقوط الرجل والملائكة ايضا وقصتهم مع الملائكة وردت في العهد القديم من خلال زواج السماويين ببنات الارض الذي أولد النيفيليم او الجبابرة الذين كان فسادهم سببا في حصول الطوفان.
ان المرأة تتبع الرجل, والمرأة ان ارادت ان تكون مؤمنة فعيلها ارضاء زوجها.
ان الرجل هو فقط من يقيم علاقة مباشرة مع الرب دون وسيط, اما المرأة فعبر وساطة الرجل.
يقول بولس الرسول والمعتبر أهم شخصية بعد المسيح وهو  يهودي الأصل(توفي 64): لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن في الكلام ، بل أمرن أن يخضعن للطاعة ، هكذا تأمر الشريعة ، فإن أردن أن يتعلمن شيئاً ليسألن رجالهن في المنزل ، لأنه من المعيب للمرأة أن تتكلم في الكنيسة...
ويقول بولس ايضا: لا  أسمح للمرأة أن تعلم ولا أن تغتصب السلطة _ من الرجل _ ولا تتسلط ، وعليها أن تبقى صامتـــه ، لأَنَّ آدَمَ كُوِّنَ أَوَّلاً، ثُمَّ حَوَّاءُ ، وَلَمْ يَكُنْ آدَمُ هُوَ الَّذِي انْخَدَعَ بَلِ الْمَرْأَةُ انْخَدَعَتْ ، فَوَقَعَتْ فِي الْمَعْصِيَةِ.
وفي رسالة تيموثاوس الاولى 11:211 لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. 12 وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13 لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ ، 14 وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي
ويقول ترتليانوس(160-220): انك انت باب الشيطان, هاتكة الشجرة المحرمة. أنت دمرت الرجل-صورة الاله- وبسبب جزاءك أنت كان على ابن الله أن يموت.
ويقول أوغوسطين(354-430): لقد فشلت في التوصل الى فائدة المرأة للرجل اذا استثنينا الانجاب الاطفال.
ويقول أيضا: مالفرق بين أن تكون زوجة او تكون أم، في النتيجة تبقى هي أمرأة التي توقظ الخطيئة والتي علينا الحذر منها في كل امرأة
ويقول توما الاكويني(1225-1274): "المرأة خطأ عشوائي إذ ان النطفة تسعى نحو انتاج ذكر على صورة الله. وإذا كان الناتج أمرأة لابد أن ذلك بسبب ان النطفة ضعيفة أو ان المادة القادمة من الأم غير مناسبة، أو بسبب ان تأثير عوامل خارجية مثلا الرياح القادمة من الجنوب والتي تجعل الطقس رطب


العهد الجديد(الاناجيل الأربعة) وحجاب المرأة
----------------------------------------------
في الأناجيل لا يوجد ما يدل على دينية الحجاب بل نجد في قصة مريم التي ذكرت في انجيلي يوحنا ولوقا ما يدل على خلاف ذلك.
وحيث أنه لا نص على وجوب تغطية الراس في الانجيل فلعله لتركيز المسيح في دعوته على الجوهر لا الشكل الذي كان سمة اليهودية.
ففي انجيل يوحنا : "وقبل الفصح بستة أيام جاء يسوع الى بيت عنيا, حيث كان لعازر الذي أقامه من بين الأموات, فأقيم له عشاء هناك. وكانت مرتا(أخت لعازر) تخدم, وكان لعازر في جملة الذين معه على الطعام. فتناولت مريم (اخت مارتا) حقة من طيب من الناردين الخالص الغالي الثمن, ودهنت قدمي يسوع ثم مستحتهما بشعرها. فعبق البيت بالطيب. فقال يهوذا الاسخريوطي أحد تلاميذه, وهو الذي أوشك ان يسلمه:"لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار فتعطى للفقراء؟". ولم يقل هذا لاهتمامه بالفقراء, بل لأنه كان سارقا وكان صندوق الدراهم عنده, فيختلس ما يلقى فيه".
وفي انجيل لوقاا: " ودعاه أحد الفريسين الى الطعام عنده, فدخل بيت الفريسي وجلس الى المائدة. واذا بامرأة خاطئة كانت في المدينة, علمت أنه على المائدة في بيت الفريسي, فجاءت ومعها قارورة طيب, ووقفت من خلف رجليه وهي تبكي, وجعلت تبل قدميه بالدموع (فتمسحهما بشعر راسها), وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب"
ها هي مريم اخت مارتا ولعازر وحسب نص انجيل يوحنا تدهن قدمي يسوع  ثم مسحت بحقة الطيب شعرها
وها هي الامرأة الخاطئة بحسب نص انجيل لوقا تبل قدمي المسيح بالدموع ثم تمسحهما بشعر رأسها
اذا في غياب نصوص من العهد الجديد تفرض الحجاب على المرأة, نجد نصين يبينان خلاف ذلك
اذا الحجاب لا نص عليه من العهد الجديد
فمن اين نظر له رجالات المسيحية؟
ان التنظير للحجاب مسيحيا قد تم اعتمادا على الربط بين الحجاب وبين عناوين أخرى كانت متداولة قبلا عند اليهود وعند باقي الأمم الوثنية الأخرى التي عرفت الحجاب
فللحجاب دلالة دينية موروثة وعاداتية من قبيل: التبعية, الخطيئة الاولى, العقاب, العفة, التواضع والحشمة وغيرها مما سيظهر في نصوص المنظرين
استخدم المنظرون المسيحيون هذه العناوين وصبغوها بصبغة دينية مسيحية, وحاول بعضهم أيضا الاستفادة من نصوص العهد القديم رغم أنها لا تبين الزامية الحجاب بل تتحدث فقط عن وجوده عند بني اسرائيل كما عند غيرهم, فهو كان ظاهرة منتشرة عند شعوب الشرق الادنى


حجاب المرأة عند المنظرين المسيحيين الشرقيين
--------------------------------------------------------------
ارتبط الحجاب عند المنظرين المسيحيين الشرقيين بعناوين متعددة منها: الخضوع, هي ليست صورة الله, يجب أن يكون هناك سلطة عليها, هي من الرجل وخلقت لاجله, الحشمة, الخطيئة, العفة, التواضع, الوقار, حمايتها, الخضوع وغيرها
بولس الرسول - توفي 64
ارتبط التشدد في مسألة الحجاب بداية ببولس الرسول ابن مدينة طرطوس المتشددة في هذا الشأن منذ زمن الآشوريين والتي كان سكانها مزيجا من اليونانيين واليهود الذين عرفوا في عاداتهم واعرافهم غطاء المرأة لشعرها.
فبولس هو أول من نظر في شأن الحجاب للمرأة مسيحيا
فقد بدأ بولس كتاباته حول الحجاب وأعطاه الصبغة الدينية وتبعه في ذلك منظرون مسيحيون آخرون.
ففي احدى رسائل بولس لأهل كورنثوس المدينة ذات المرفأ البحري والتي كانت تحوي سكانا من ميول مختلفة عاداتيا واعرافا ودينيا: """ ينبغي لللمراة الخاضعة للرجل ان تلبس ما يدل على خضوعها."""
وفيها أيضا: الرجل لا يغطي رأسه لانه صورة الله ومجده والمرأة هي مجد الرجل. يجب على المرأة أن يكون هناك سلطة على رأسها من أجل الملائكة. ألا تعلمكم الطبيعة انه من العار على الرجل أن يغطي شعره وأن على المرأة أن تغطي شعرها واذا رأى أحد أن يجادل فليس هذا من عاداتنا ولا عادات كنائس الله.
ويقول بولس في رسالته لأهل كورنثوس أيضا: " ولكني أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح, وراس المرأة هو الرجل, ورأس المسيح هو الله.
وكل امرأة تصلي أو تتنبا وهي مكشوفة الراس تشين راسها كما لو كانت محلوقة الشعر. أما الرجل فما عليه أن يغطي راسه لأنه صورة الله ومجده, وأما المرأة فهي مجد الرجل. فليس الرجل من المرأة بل المرأة من الرجل. ولم يخلق الرجل من أجل المرأة بل خلقت المرأة من أجل الرجل. لذلك يجب على المرأة أن تكون سلطة على راسها من أجل الملائكة..." 
ان الرسائل التي بحثت في حشمة المرأة وتواضعها اعتمدت على خضوعها للرجل, بعضها بنفس ديني واخر عرفي
فكان الاعتماد على خلق الرجل قبل المرأة وكون المرأة هي سبب الخطيئة.
ولا ننسى أن هكذا مقاربات روحيتها موجودة في العهد القديم وان بولس كان يهوديا فريسيا ومن طرسوس.
لذلك يعبر بولس أول من نظر في تغطية المرأة لراسها وربطها بالدين فتأثر بالتنظير اليهودي المعتمد في نظرته للمرأة على فلسفة الخطيئة الأولى وعلى التنظير اليوناني المعتمد على الحشمة, العفة والتواضع ولا ننسى انه ابن طرسوس المتشددة في مسألة الحجاب.
ولئن جاء العهد الجديد ليحرر المرأة من تفسيرات اليهود لنصوص العهد القديم, فان بولس قد أعاد في تنظيراته الهيمنة لنفس العهد القديم مجددا!

كليمنت الاسكندري : 150-215
كذلك طالب كليمنت الاسكندري في "بيداغوغ- المربي" المرأة بارتداء الحجاب في أي مكان تتواجد به خلا منزلها.
وفي كتابه المعلم يقول كليمنت الاسكندري: لا بدّ للمرأة  أن تغطّي جسدها بصورة كاملة, ما لم تكن موجودة في بيتها؛ لأنّ هذا الطراز من اللباس  وقور, وهو يحميها من حملقة العيون في جسدها ...  وهي أيضًا بتغطيتها وجهها لا تدعو غيرها ليسقط في الخطيئة.

: 347-407 يوحنا كريزوستوموس
أما يوحنا كريزوستوموس بطريرك القسطنطينية والمعروف بيوحنا الانطاكي فيذكر في "مواعظ على رسالة بولس الاولى الى كورنثوس": ان خضوع المرأة هو للرجل ولباسها على راسها يدل على ذلك وهو ليس سوى عاقبة خطيئتها.
وفي المواعظ يقول يوحنا: إذا كان حلق شعر المرأة مخز دائمًا؛ فإنّ كشفها شعرها يعدّ أمرًا يستحقّ دائمًا التوبيخ
وفي تعليقه على رساله بولس لاهل كورنثوس من وجوب وضع المرأة غطاء على راسها كعلامة خضوع يقول يوحنا: عني أنّه ليس فقط في وقت الصلاة, وإنّما عليها أن تكون دائمًا مغطاة) 
وينقل يوحنا نفسه عن اسقف أنقرة باسيليوس(329-379) في "السلامة الحقيقة في العذرية": أما المرأة التي خصها القدر بطبيعة أدنى بكثير من طبيعة الرجل فلتضع على رأسها ما يشير الى خضوعها والا فهي متمردة على مشيئة الرب.
هذا عند المنظرين المسيحيين الشرقيين
 

حجاب المرأة عند المنظرين المسيحيين الغربيين
---------------------------------------------------
أما المسيحية الغربية فقد  فرضت الحجاب الديني حتى صار ارتداءه يدل على الانخراط في السلك الكهنوتي
فمن القرن الرابع بدأ ادخال الحجاب في الكنيسة بشكل رسمي, و بدأت الراهبات المسيحيات ترتدين الحجاب(طقس التكريس الكاثوليكي) فتتزوجن من المسيح فتكون تغطية الشعر تواضعا.
وعند المنظرين المسيحيين الغربيين ارتبط الحجاب بعناوين مختلفة كالحشمة, العفة , الخضوع, السلطة عليها, فتن الرجال والملائكة, موافقه قوانين الله المنحوته فيالطبيعة, الشهوة, العرف, وغيرها

ترتليانوس القرطاجي: 160-220
  ألف ترتليانوس كتابا كاملا عن الحجاب سماه "حجاب العذارى" عبر فيه عن نظرته للمرأة ولحجابها وصبغه بصبغة مسيحية دينية
يقول فيه: " وهكذا نرى انهن لا زلن كعهدهن يعنين بجمالهن وأناقتهن ويذهبن هنا وهناك متبرجات كنساء الشعوب الكافرة اللاتي لا يدركن معنى العفة الحقيقية"
ويقول ايضا فيه: "واني احضكن ايضا أيتها المتزوجات اللواتي تمتلكن صنفا آخر من الطهر والنقاء على عدم التخلي ولو للحظة واحدة عن عادة الالتزام بالحجاب.... فالنساء ينبغي أن يخضعن وينبغي أن تمارس سلطة على رؤوسهن والحجاب هو نيرهن"
ويقول أيضا: ان الوثنيات العربيات ليسخرن منكن, هن اللائي لا يسترن رؤوسهن فحسب بل وجوههن ايضا حتى انهن يفضلن التمتع بنصف الضوء بعين واحدة مكشوفة على أن يبدين وجوههن كاملة. ان المرأة تريد أن ترى لا أن ترى.
ويقول: على الفتيات ارتداء الحجاب في الشارع, في الكنيسة وبين الغرباء وبين اخوانهن.
كما يقول ترتليانوس ايضا في كتابه هذا: تحاصر عذارى الرجال عذارى الرب, اذ يكشفن بجرأة متهورة كامل جبينهن, وعلى الرغم من أنهن يعتبرن عذارى لكنهن ينتظرن شيئا من الرجال, ومع أن الاخريات يتمتعن بحرية اكبر لكونهن خادمات المسيح, فانهن يقلدن عذارى الرجال ويذعن لهن.
ويقول ايضا : كما أنّها مطالبة بالحجاب من أجل الملائكة, فهي كذلك مطالبة به من أجل الرجال حتى لا يفتنوا بها
وفي كتابه الاكليل يقول ترتليانوس: إنّ على المرأة أن تتحجّب؛ لأنّ ذلك يتوافق مع قوانين الله ((المنحوتة في الطبيعة
وفي كتابه "حول الصلاة" يقول : اذا تكشفن أمام الله, ما تغطينه أمام الرجال؟ هل أنتن محتشمات في الشارع أكثر من الكنيسة؟

 أوريليوس امبروزيوس: 337 - 397 
أما قديس ميلان في ايطاليا فيقول في كتابه حول العذارى: هل يوجد شيء أكثر إثارة للشهوة من الحركات غير اللائقة لعرض عري هذه الأعضاء التي غطّتها الطبيعة أو أمر العرف بتغطيتها, واللهو بإطلاق النظر, وإدارة العنق وإرسال الشعر)
وفي كتابه حول التوبة يقول: لندع العرف نفسه يعلّمنا. تغطّي المرأة وجهها بنقاب للسبب الآتي؛ وهو أن يكون احتشامها محميًا في المكان العام, وألا يلتقي وجهها بسهولة مع تحديق الشباب فيه... إذا كانت تغطّي رأسها بالخمار حتّى لا تَرى أو تُرى (ولو) عن غير قصد (لأنّه إذا كان الرأس مغطى؛ كان الوجه مغطى), فكم بالأحرى أنّه عليها أن تغطي نفسها بثوب الحشمة
وفي كتابه حول اعمال الراهب يقول: أنّ على المرأة أن تغطي جسدها, بما فيه الرأس؛ لأنّها ليست صورة الله, بخلاف الرجل الذي قرّر الكتاب المقدّس أنّه صورة الله؛ ليكون ذلك علّة أخرى -مع الدعوة إلى العفة-, لفرض الحجاب على النساء. 

أوغوسطين : 354-430
أما اوغوسطين المتحدر من أصول أمازيغية والذي يعتبره الكاثوليك ثاني أهم شخصية أثرت في الفكر المسيحي بعد بطرس(أحد التلاميذ ال12 قتل صلبا عام 67 أيام حكم نيرون)  فيقول: لا تضعي خمرا رقيقا تبدين ما يفترض أن تخفيه, استري شعرك تماما وحاذري أن تتركيه يتهدل باهمال.

ايزودوروس الاشبيلي : 636 -750
اما  ان كلمة "مافورس" غطاء الراس مشتقة من "مارس" اله الحرب عند الرومان, وهي تدل على سلطة الرجل على زوجته.


الحجاب في التقاليد الكنسية
------------------------------
في دسقولية الرسل ال12 التي كتبت في القرن 3 ميلادي وتتضمن تعاليم الرسل ال12 وبولس ويعقوب أسقف اورشليم وكتاب الديداكي أو كتاب تعاليم الرب.  
" اذا أردتن أن تكن مؤمنات, اهتمي بزوجك لترضيه وحده, واذا مشيت في الطريق فغطي رأسك برداءك فانك ان تغطيت بعفة تصانين عن نظرة الاشرار"
وفي الدسقولية أيضا: لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن أن تكن مؤمنات. اهتمي بزوجك لترضيه وحده. وإذا مشيت في الطريق فغطي رأسك بردائك فإنك إذا تغطيت بعفة تُصانين عن نظر الأشرار
إذا كانت هناك حمّامات للنساء في المدينة أو الحي؛ فلا تذهب المرأة المؤمنة لتغتسل في الحمّامات مع الرجال؛ إذا كنتِ تغطين وجهك أمام الرجال الأجانب بغطاء العفّة, فكيف تذهبين مع الرجال الأجانب إلى الحمّامات
وفيه ايضا: ولمّا تكونين في الشارع, غطِّي رأسكِ؛ لأنّك بهذه التغطية ستتحاشين أن يراك المتسكّعون. 
إذا أردتِ أن ترضيه؛ غطِّي رأسك لمّا تكونين في الشارع, غطّي وجهك لتمنعي النظرات الطائشة.
وفي المجموع الصفوي : إذا مشيت في الطريق فغطّي رأسك بردائك وتغطي بعفة؛ فإنك تصونين نفسك من الناس الأشرار, ولا تزوّقي وجهك فليس فيك شيء ينقص زينة. وليكن وجهك ينظر إلى أسفل مطرقة وأنت مغطاة من كلّ ناحية. 
والمجموع الصفوي هو لابن العسال وهو احد مراجع التشريع للكنيسة الاورثوذوكسية المصرية وهو عبارة عن دراسات في القوانين الكنسية


نستتنج مما ورد
--------------------
1- لا وجود لنصوص في الاناجيل تفيد بوجوب الحجاب بل انه يحتوي نصين يفيدان خلاف ذلك
2- لعبت نصوص العهد القديم من خلال فهم مسيحي خاص لها دورا في فرض الحجاب دينيا: الخطيئة الأولى, الغواية, التبعية للرجل, الخضوع, خلقت منه ولأجله, ليست صورة الله, فتن الملائكة, الخ الخ
3- لعبت العادات والتقاليد دورا كبيرا ايضا في فرض الحجاب: العفة, الحشمة, التواضع, الوقار, حمايتها, الشهوة, العرف, الخ الخ
4- الصبغة الدينية للحجاب في المسيحية مرتبطة فقط بتنظيرات رجال الدين المسيحييين والتقاليد الكنسية
------------------------------------------------------------------------------------------------------

12/25/2015 03:56:53 pm

!!!! هل يومن الجهاديين بالفن اصلا فيستشهدون بالصور ؟

Reply



Leave a Reply.