انه الزمن الأغبر الذي جعل المرأة وجسدها موضوعا للنقاش!!
انه الزمن الذي جعل الانسان يناقش فيما يحق للمرأة أن تكشف عنه وما يجب أن تستره!
انه الحال منذ بدأ عصر الذكورة ينشط على حساب عصر الامومة لاسباب الدفاع والغزو..
بين اكستريمين موجودين اليوم وهما امتدادين عبر الزمان لتجارب انسانية كبيرة, بين هذين الاكستريمين نبحث عن الواقع الحقيقي لهذا الموضوع... ,وهو لا محال بين هذين الاكستريمين وهو اذا: الوسطي.
لوجيكيا الاكستريمان هما: الستر الكامل لجسد المرأة والكشف الكامل له..
تاريخيا مرت الرحلة الانسانية في التجربتين, وبغض النظر عن اي منهما سبق الاخر والتي تختلف بين التاريخ الديني واللاديني القائم لعله على التجربة أكثر, فان التجربتين شهدتهما الرحلة الانسانية ولا زالت آثارهما مستمرة الى يومنا هذا...
واذا رجحنا الحالة اللادينية فان ظاهرة الستر قد بدأت مع تطور الوعي الانساني بعد أن كان سابقا عاريا تماما
ودينيا كما قد يفهم من قصة آدم وحواء أن الاصالة هي للستر الا أن القصة نفسها والسوءة التي بدت قد تكون دالة في ناحية منها على الوعي للستر زمن كتابه القصة بحيث لولا تطور الانسان في رحلته وتغطيته لعورته لما ابتكر قصة انكشاف العورة لادم وحواء بسب خطيئة بحيث تم الربط بين انكشاف العورة والخطيئة ...
هذا اذا فهمنا القصة رمزيا لا حرفيا وهذا اذا تعاطينا مع القصص الدينية على انها انتاج انساني نبوي لا اسقاط من خارج عالم الانسان..
ففي بعض غابات الأمزون وبولينيزيا وغابات الكونغو الاستوائية والكمرون وفي أماكن أخرى لا زال العري هو المسيطر على القبائل البدائية التي تعيش هناك, ولا يجد هؤلاء أي حرج في هذا الموضوع ابدا... بل لا يفهمون ماذا يعني مصطلح "العري"!
هذا من جانب...
ومن جانب آخر لا زلنا نجد الى يومنا هذا في كثير من المجتمعات وخصوصا الدينية منها ظاهرة التغطية الكاملة للمرأة بحيث تنتشر هذه الظاهرة بين المسلمين واليهود وغيرهم..
كما نجدها في المجتمعات التي لا زالت تعيش القيائلية وعاداتها بشكل تقليدي..
وتعمد هذه المجتمعات الى محاربة اي ظاهرة تغيير أو انسجام مع المحيط أو الاخرين بحجة الحفاظ على الجذور والتقاليد أو الدين أو المرأة نفسها ضد التمدن أو الحداثوية!!
اذا, لقد جرب الانسان النوعين, الستر الكامل والكشف الكامل...
واثبت النوعان فشلهما انسانيا اليوم, بحيث لم يستطيعا ان يدخلا الى عمق الشخصية الانسانية بسلاسة, ولا أن يفرضا حضورهما والا سيطرتا...
سابقا كان الستر الكامل يناسب ذلك العصر حيث عرفته المجتمعات (الوثنية) الاولى في بلاد ما بين النهرين حيث الحضارات الاولى من سومرية, أكادية, بابلية, آشورية وكلدانية...
ثم عرفته مجتمعات اليهود, اليونان, الرومان, ثم المسيحيين فالمسلمين..
وكذا عرفه الفرس والهنود وغيرهم من شعوب آسيا..
وسابقا ايضا كان العري ايضا يناسب ذلك الزمان قبل تطور الوعي الانساني حيث كان لا يزال في مرحلة الحفاظ على وجوده فقط دون الوعي والاستفسار والسعي للفهم..
وحيث لجا اليه الانسان اولا كوسيلة وقاية قبل أن تتطور المسألة معه الى ابعد من ذلك.
لكن اليوم الامر مختلف....
وانسان اليوم مختلف...
نفسيا, وذهنيا...
هي اذا الوسطية المطلوبة...
وسطية بين هذين الاكستريمين...
وسطية تناسب انسان العقل اليوم, لا انسان التقاليد الماضية والافكار والايديولوجيات الماضية.
وسطية تناسب نفسية انسان اليوم لا نفسية انسان العصور الوسيطة والقديمة وما قبل التاريخ!
وسطية تناسب انسان كل الارض, لا انسان هذه المنطقة دون أخرى..
ان الستر المطلوب اليوم هو الستر الذي تحتاجه ويتناسب معها..
هو الستر الذي تراه هي أولا مناسبا لها..
هو الستر الذي يتناسب مع هذه الشخصية الانسانية اليوم...
هو الستر الذي يتناسب مع مستوى وعيها لذاتها أولا ولشخصيتها الانثوية..
وهو ليس سترا مبنيا على أفكار سواء كانت دينية, عاداتية, او حتى ايديولوجية اخرى...
وليست سترا يناسب مكانا دون آخر...
هو ستر يجب أن يكون مبنيا على واقع الانسان بشكل عام..
هو الانسان نفس الانسان كما هو في كل مكان اليوم
هو نفسه هنا وهناك...
لذلك هناك معيار على اساسه يتحدد الستر, وهناك مقدارا يتحدد على اساس هذا المعيار...
وليست العبرة بواقع شعب هنا أو هناك...
بس هو معيار وسطي نجده على امتداد التواجد الانساني في كل مكان...
فلا للتطرف في هذا المجال...
من الجهتين..
من جهة الكشف ومن جهة الستر...
هناك حد مطلوب يمكن أن يتوصل اليه الانسان ولو باحصاءات ودراسات واقعية منتزعة من واقع الانسان اليوم..
فلا لكشف يشبه كشف الشعوب البدائية في بولينيزيا والامزون ولا لستر يشبه ستر أهل القبائل العاداتية والدينية...
فالمرأة هي المرأة هي تجلي الحياة... هي انعكاسات لجمال هذه الحياة..
وكل شيء فيها يعكس شخصيتها, يعكس هذا الوجود الجميل المتألق...
يعكس جمال هذه الحياة ونضارتها وحيويتها..
فلا لستر يستر عبثا ودون حكمة, ولا لكشف يكشف تهورا ودون حدود.

هي اذا مرأة..
تأكل كمرأة تجلس كمرأة تضحك كمرأة و تلبس ايضا كمرأة
هي تعيش كل شيء كمرأة..
واي شيء بخصوص الستر يجب أن يراعي ذلك... يراعيها هي... وهي أدرى ما هو موجود بحالها...

وغير ذلك.. هو مسخ لشخصيتها الانسانية!!
باسم الدين والله, وباسم الانسانية وباسم الحفاظ عليها!!

وتبا لمن لا يميز بين الأنوثة والجنسانية!!
فهو في ورطة قوية..
يلزمه انتفاضة نفسية..
على أمراض موروثة اجتماعية أو دينية..




Leave a Reply.